معوقات الاتصال التعليمى ، ومعوقات استخدام الوسائل التعليمية ، ومقترحات للتغلب عليهما :
المقدمة:
مما لا شك فيه ان الاتصال التعليميى instructional comunication هو اساس كل موقف تعليمى فمن خلاله نستطيع نقل خبرات متنوعة معرفية ومهارية وغيرها من المهارات للمتعلمين لكى نستطيع تنمية جوانب شخصية المتعلم المختلفة،وبالطبع لتحقيق ذلك رأى التربويون منذ بداية ظهور الوسائل التعليمية المختلفة اهميتها فى ميدان التعليم وليس هذا وحسب لكن اصبحت تشكل عنصرا هاما من عناصر المنظومة التعليمية واصبحت سيدة الموقف فيها بل وصارت عامل رئيسى فى التحكم فى جودة الاتصال التعليمى حيث ان الوسائل التعليمية لم تعد مجرد معينات تدريس يستخدمها المعلم وقتما شاء بطريقة عشوائية غير منظمة وبدون اهداف واضحة بل هى ضرورة ملحة بحيث انه لو تم استخدامها بطريقة صحيحة فلن تترك مجالا للخطأ وستسهل إيصال المادة العلمية بسهولة فائقة و سرعة ودقة للمتعلمين.
الاتصال التعليمى و الوسائل التعليمية كلاهما مرتبطان ارتباطا وثيقا كما تبين فى ما سبق ولكن يوجد هناك معوقات فى استخدام الوسائل التعليمية والاتصال التعليميى بشكل ناجح وبالتالى هناك مشكلة فى ايصال الخبرات والمعلومات الصحيحة للمتعلم وفيما يلى سنقوم بإستعراض بعض المعوقات فى كلا من الموضوعين.
اولا: معوقات الاتصال التعليمى:
التعريف :
هى التأثيرات التى تقوم بالتشويش على عناصر الاتصال المختلفة وبالتالى عدم توصيل الرسالة أو نقلها بالطريقة المطلوبة فيترتب على ذلك:
-تعلم او فهم غير كامل
-تعلم او فهم خطأ
-عدم حدوث فهم او تعلم
ثانيا: من اسباب معوقات الاتصال التعليمى:
هناك العديد من معوقات الاتصال التى تصادفنا فى عملية التعلم و يكمن تقسيمها الى معوقات مرتبطة بالمرسل ومعوقات مرتبطة بالمستقبل ومعوقات مرتبطة بالرسالة التعليمية و معوقات مرتبطة بقناة التصال .
1-معوقات مرتبطة بالمرسل:
-نقص مستوى الخبرة لدى المعلم.
-الفجوة الكبيرة بين المعلم والمتعلم فى المستويات الثقافية والاجتماعية.
-صوت المعلم المرتفع والمنخفض او السريع او البطئ عن الحد اللازم.
-عدم القدرة على الاستخدام الجيد للغة اللفظية واللغة الغير لفظية.
-عدم القدرة على تعديل رسالته عند الحصول على التغذية الراجعة.
-عدم القدرة على إدارة الموقف التعليمى ادارة فعالة
-عدم القدرة على تحفيز الطلاب وإثارة دافعيتهم
-عدم القدرة على تحديد الاهداف وعدم القدرة على التعامل بلطف ولين مع تلاميذه.
2-معوقات مرتبطة بالرسالة التعليمية:
-الحشو الزائد عن الحد للمعلومات الموجودة فى الرسالة
-عدم وجود ترابط بين محتوى الرسالة التعليمية
-نقص المعلومات فى الرسالة
-عرض الرسائل التعليمية فى وقت غير مناسب
-محتوى الرسالة غير مناسب لميول و حاجات وقدرات التلاميذ ومستواهم الثقافى والمعرفى.
-لغة الرسالة مبهمة وغير واضحة.
-الرسالة مملة وغير جذابة لتفكير الطلاب.
-المعلم يقوم بعرض طريقة تقليدية وغير شيقة.
-عدم السماح للتلاميذ بالمشاركة الفعالة.
3-معوقات مرتبطة بقناة الاتصال التعليمية:
-عدم توافر وسيلة اتصال مناسبة لنقل الرسائل التعليمية
-سوء اختيار المعلم لوسيلة الاتصال التعليمية
-قناة الاتصال غير واقعية وغير مرتبطة بالواقع
-عدم مواكبة قناة الاتصال للتطور التكنولوجى والعلمى للمجتمع
-عدم نبوع قناة الاتصال من المنهج الدراسى
4-معوقات مرتبطة بالمستقبل:
-شرود ذهن الطالب
-هناك فروق فردية بين المستقبلين
-تدنى مستوى الدافعية لدى المتعلم
-وجود بعض الاعاقات لدى المتعلم
-الحالة النفسية للمتعلم
يمكننا ضم العناصر السابقة تحت مسمى التشويش الداخلى وهذا يشمل عوامل فيسولوجية او نفسية للمستقبل فوجود عوائق فيسولوجية قد تحد من دقة الاستقبال وبالتالى قد تحد من درجة فهمها من قبل المستقبل وتتمثل هذه العوائق فى ضعف النظر او السمع وانخفاض درجة الحرارة وانخفاض درجة الذكاء والالام والجوع والعطش وغيره من العوامل الفيسولوجية المختلفة وهناك ايضا عوامل نفسية مثل الشرود الذهنى والمشاكل الاسرية والاجتماعية والشعور بالملل والخوف والقلق وغيرها من العوامل النفسية التى تحد من درجة بلوغ هدف الرسالة وفهم المستقبل لها
5-معوقات مرتبطة بالتغذية الراجعة:
-استجابة المتعلم ضعيفة وتكاد تكون معدومة
-مقاطعة المعلم للمتعلم
6-معوقات مرتبطة ببيئة الاتصال التعليمى:
تتمثل فى مقاعد غير مريحة-تهوية رديئة-موقع المدرسة غير مناسب-الإضاءة الرديئة والعديد من العوامل الخارجية التى تقلق الشخص المتلقى للرسالة مثل الاصوات المزعجة ودرجة الحرارة واحيانا شدة الاضاءة ويمكن قاعة الفصل الدراسى والبعد والقرب من مصدر الرسالة والوقت الذى ترسل فيه الرسالة؛فهذه العوامل قد تقلل من فهم الشخص لغرض الرسالة وهدفها المعنى بالرسالة
ثانيا: معوقات استخدام الوسائل التعليمية:
هناك مجموعة من الصعوبات والمعوقات التى تحد من استخدام بعض المعلمين للوسائل التعليمية ويمكن عرضها كالاتى:
-بعض التلاميذ ينظرون الى الوسائل التعليمية على انها ادوات للتسلية واللهو وليست للدراسة الفعالة مما تجعلهم يعرضون عن الانتباه والاهتمام مما يؤدى الى عد استخدامها بطريقة فعالة
-هناك الكثير من المدارس التى لا يوجد بها عدد كاف من الوسائل التعليمية
-صعوبة تداول الوسائل التعليمية بين المدارس والخوف من تلفها ويترتب على ذلك الخصم من رواتب المعلمين
-استمرار وجود الطرق التقليدية حيث التركيز على الامتحانات اللفظية والتكرار للحفظ والاستظهار من قبل التلاميذ للكتب الدراسية وعدم تناول جوانب اخرى للاهداف العملية التعليمية
-قلة الدعم المادى للانتاج وتوفير الوسائل التعليمية
-اهمال تدريب المعلمين على كيفية استخدام هذه الوسائل والتقنيات.
-يحتاج استخدام بعض الوسائل التعليمية الى وجود عدد قليل من الطلبة فى الفصل الواحد حيث ان العدد الكبير منهم يمنع مشاركة الجميع .
-ضعف القناعة لدى بعض المعلمين بأهمية استخدام الوسائل التعليمية
-عدم وجود قاعات مخصصة لاستخدام الوسائل التعليمية
وبعد ان استعرضنا ابرز المشاكل والعقبات المرتبطة بالاتصال التعليمى والوسائل التعليمية نقدم بعض الاقتراحات البسيطة التى قد تساهم فى حل هذه المعوقات:
اولا:حلول للتغلب على معوقات الاتصال التعليميى:
-الفصل التام بين العمل والعلاقات الشخصية حتى لاتفهم الرسالة بشكل خاطئ
-التدريب والممارسة على مهارات التواصل حتى تمكنك من توصيل الرسالة بشكل جيد وفعال
-لايجب ان تعزل نفسك عن الناس اجتماعيا وتميل الى الانطواء حتى ويجب ان تكون اكثر انفتاحا حتى تتمكن من التواصل مع الاخرين من حولك
-يجب ان يمتلك المستقبل ايضا بعض المهارات لكى تتم عملية الاتصال مثل التأهب والاستعداد الكامل لإستقبال وفهم الرسالة وايضا الانصات الجيد للاخرين
-يجب ان تفهم المعلومات المقدمة اليك اولا بصورة صحيحة قبل ان تتخذ اى اجراء وتتسرع فى اصدار الاحكام
-يجب ان نستخدم تعبيرات الوجه المناسبة والمصطلحات الواضحة لضمان وصول الرسالة بشكل صحيح
ثانيا:مقترحات للتغلب على معوقات استخدام الوسائل التعليمية:
-اعداد الفصول بطريقة منظمة وصحيحة بحيث تكون كثافتها معقولة وبالتالى يستطيع كل التلاميذ الاستفادة من الوسائل التعليمية
-اعداد المعلم بالطريقة الصحيحة ونشر القناعة بأهمية استخدام الوسائل التعليمية
-توعية الطلاب والمعلمين بان الوسائل التعليمية لم تعد تستخدم فى المواقف التعليمية بالصدفة اوعندما يرغب المعلم فى استخدامها بل يتم التخطيط لها وتصميمها وتنفيذها وتقويمها واستخدامها يكون بهدف تحقيق الاهداف العلمية سواء كان هدف تعليمى جمعى او فردى وبالتالى ضمان لتحقيق التعلم بجوانبه المعرفية والمهارية والوجدانية
-توفير الوسائل التعليمية المختلفة فى كافة المدارس وتوعية التلاميذ باهميتها
-اعداد قاعات مخصصة لاستخدام الوسائل المستخدمة
الخاتمة:
بعد ان اوضحنا كلا من الاتصال التعليمى والوسائل التعليمية والمشاكل المختلفة فى استخدام الوسائل التعليمية يجب ان ننتبه وننشر الوعى بين كلا من المعلمين والتلاميذ باهمية الاتصال التعليمى والتفاهم بين كلا من المرسل والمستقبل لانه الوسيلة الوحيدة لتوصيل الرسالة بشكل صحيح وضمان الحصول على تغذية راجعة ايجابية وكذلك الوسائل التعليمية حيث انها تسهم وبشكل فعال فى العملية التعليمية وبالتالى ضمان الحصول على افضل واعلى النتائج.
إرسال تعليق